يوتوبيا التحرير



جميعنا قرأنا عن يوتويبا تلك البلد التي تحوي المثاليه المطلقه حيث لا أخطاء فقط لا ترى فيها الا الصحيح ..
وعلى الرغم من تعلقي ب يوتوبيا الا انني كنت على يقين بانها بلاد الأوهام ولم افكر او احلم يوما بالعيش فيها بل اكتفيت بمحاولة التأقلم في بلادي ..

الا ان حدثت ثورة يناير, فانا لم اكن ف يوتوبيا بل فاقتها ابداعا لقد كنت حقا ف قطعه من الجنه حتى في احلك الظروف والقنابل تنهال على رؤوسنا واصوات الرصاص يكاد يخرق اذنينا الا ان رحمة الله كانت تتغدمنا اينما ذهبنا !

ماهؤلاء البشر من اين اتوا هل انتم حقا تحيون في تلك الحقبه الزمنيه ام انكم ملائكه تتمثلون لنا بصورة البشر...لقد رايت اخلاق صحابة رسول الله ف الميدان ايثار حب خوف على الاخر التضحيه الفداء ...وتلك القصص التي كنا نقرؤها في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وتثير تعجبنا ودهشتنا رايتها امام عيني !

في يوتبيا التحرير الجميع يعمل لايوجد شخص بلا عمل فلم يكن الابطال هناك يتظاهرون فقط بل كانت جهودهم تتوزع سواء بنظامهم  الامني الذي وضعوه في اقل من ساعه وحمى جميع من في الميدان من المعتدين وجعلنا طوال تلك الايام لا نشعر بالامان الا بقلب الميدان , وهؤلاء الذين جعلوا مهمتهم سقاية الناس فكان فريق يجمع الزجاجات الفارغه ومجموعه اخرى تملؤها واخرى تمر على معتصمي التحرير تسال اذا كان احدهم بحاجة الى الماء , وهناك اخرون الذين تولوا جمع القمامه من الميدان طوال تلك الفتره التي مكث بها المعتصمون هناك , واخرون تولوا عملية احضار الطعام من الخارج وتوزيعه على الناس..

وهناك الاطباء الذين لم يكتفوا بمبنى واحد للمستشفى ليقوم بخدمة المعتصمين وتم نشر وحدات طبيه على طول منطقة االاعتصام ,  وهناك وهناك وهناك ... حتى العمال تم الاستفاده من خبرتهم في بناء دورات المياه التي تم تاسيسها بالميدان واصلاحات لاي تسريبات للمياه في اي منطقه بالتحرير!

كنا جميعا بمثابة الاهل فعندما تشعر بقليل من التعب تجد المئات من الايدي الممدوده للعون كنت تجد بالتحيرير الشهامه التي افتقدها الشباب وفتيات تتعجب من ان تلك النوعيه مازالت على كوكبنا الارضي ..!

كل شيء مثالي حتى اختلافنا بالاراء يتم بمنتهى الروعه فجميعنا يحترم الاخر وعندما ينزغ الشيطان بيننا لاتدم الامور اكثر من لحظات فيتذكر كلا من الاطراف الغاية العظمى من ورائه هنا فيصفح ويعفوا !

ولم تكن تلك السمات الرائعه لاشخاص ذات ملامح مميزه بل لأناسٍ عاديين تائهين في وسط الزحام ولكن تظهر اخلاقهم العاليه في المواقف الصعبه.. تختلف اعمارهم وكذلك ومستوياتهم وثقافتهم ولكن تجمعهم نبل الأخلاق..!

ولكن للاسف مع ازدياد العدد بميدان التحرير خاصة مع قرار التنحي ضاعت ملامح يوتوبيا في وسط الزحام واختفى افراد جمهورية الميدان واخلاقهم في وسط الزحام ...

ولكنهم تركوا لنا الذكرى التي لا تمحى  والسعاده التيلازلنا نشعر بها لاننا حظينا بشرف المكوث بالميدان ..والايمان بان الخير باق في هذه الامه كما قال نبيها صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامه !

Design by WPThemesExpert | Blogger Template by BlogTemplate4U