Beyond the Mind

جميع من يعرفني عن قرب يعرف كيف انني من النوع الهوائي متقلب المزاج ، يعشق التغيير الجذري بشده من آن لاخر...
 ولكن تغييري لاسم المدونه ليس له علاقة بذلك بقدر تغيرّ شيماء بحد ذاتها ،  ف يوم انشأت تلك المدونه قررت بان تكون تلك عالمي الذي اعبث واكتب فيه كيفما اشاء ، و ربما في ذلك الوقت كان اسم نبضة قلب  يعبر عنّي اما الان.. فهو  لم يعد كذلك !
فأنا لم اعد تلك الطفله التي ترى العالم بعين قلبها فقط ...فقد تغيرت كثيرا ملامح تفكيري ربما أصبحت اكثر نضجا ..فهما..و  عمقا  او ربما  هي تجاربنا التي تجبرنا على ان نتغير دون حتّى ان ندرك ذلك !

أما عن اختياري لهذا الاسم تحديدا ف لانه مازال بداخلي الكثير من الجنون الذي يغطية العقل بشبكة ضبابيه... ولكنه بداخلي ، وانا على يقين بان من وراء تلك العقول التي نرسمها جميعا هناك الكثير من الامور والاحداث والتساؤلات التي نرفض البوح بها ولكنها تظهر من خلال تصرفاتنا الغير منطقيه للاخرين !

من وراء العقل.. من وراء تحكمه للامور والافعال من وراء ما وضعه حداً لي وأطلق عليه المنطق من وراء الحدود والنهايات ...حيث عالمي الذي لايوجد فيه اي قانون سوى لاتكن الا ماتريده ان تكون !


:: يوم الانتخابات ::

لم يكن ماحدث يسمى بالانتخابات لايمكن ان نطلق تلك الكلمة على الفجور الذي تخلل اليوم بكامله ..يمكن ان نطلق كلمة اجباريات اكراهيات.. فنحن مجبرون على مايريده طغاة البلد !

لا ادري حقا من اين ابدا احداث اليوم فلم تكن بدايتها أبدا هو فجر يوم الاحد ولكن بالنسبة لي على الأقل هو اليوم الذي يسبق ذلك اليوم حيث الترقب لما سيحدث غدا والتفكير في أسوأ الاحتمالات التي يمكن ان تؤول اليه الامور وكلما اقتربت ساعات الفجرازداد قلقي الى حد لايمكن وصفه وزادت التساؤلات بداخلي هل سيعتقلون زوجي؟! هل سيقوم احدهم بالتعدي عليّ او على ايٍ من الاشخاص امام ناظري وكيف سيكون تصرفي في ذلك الوضع ولكن ظل الشيء الذي يدفع تلك التساؤلات بعيدا عني هو يقيني بالله عز وجل بأن الله لن يضيعنا ابدا ..

لم ننعم في ذلك اليوم بساعه من النوم وانا متيقنه بان هذا حال كل من يحب هذه البلاد ويكره ان يرى الطغيان يحكم..

ومع تعالى صوت اذان الفجر استعد كل مني انا وزوجي للخروج وفي قلب كل منا يردد احدنا للاخر استودع الله الذي لا تضيع ودائعه .

وفي تمام الساعه السابعه والنصف تقريبا كنت امام اللجنه الانتخابيه ب 6اكتوبر ..

كانت حافلات الحزب الوطني تملأ المكان بشعارتها الحزب الوطني الديموقراطي مع وجود صف من المرشحين في انتظار ان يفتح الباب للدخول

ومن هنا تبدأ اولى فصول مسرحية الحزب الوطني حين منع دخول المنتخبين للادلاء باصواتهم في حين بانه يسمح لاشخاص معينه دون اخرين بالدخول اشخاص كل ماتظهر على ملامحهم كلمه واحده بلطجه!

ماذا يعني ان توجد في بلد تدّعي وجود انتخابات ديموقراطيه وابسط حق لك ايها المواطن هو الانتخاب فيمنعوك ذاك الحق

مما يخافون.. نحن لسنا الا مجرد صوت.. ستقومون بالتزوير وسينجح مرشحكم فعلى الاقل اسمحوا لنا بالانتخاب ولكن من جبروت الطغاه بانهم يعتقدون انهم تملكوا الوطن فينشرون بطشهم.. تماما كفرعون وجنوده ..

-اما عن منتخبي الحزب الوطني فهذا جزء اخر يستحق الكثيير من السرد في احداثه ..

فقد كان أغلبهم من طبقة البوابين والغفراء وبسؤالهم اكتشفنا بان اعضاء الحزب المبجل قد توجهوا الى هؤلاء الاشخاص من اجل دعوتهم للانتخاب وقاموا بعمل بطاقات شخصيه لهم على اماكن محل عملهم باكتوبر حتى يتمكنوا بالادلاء من اصواتهم اما بالنسبة لهم فقد كان اقصى طموحهم الحصول على ال 250 جنيها الذي وعدهم بها الحزب .

وهناك تلك الطبقه التي قالتها واعلنتها بصراحه- احنا جايين هنا عشان نضرب واللي هيكلمنا كلمه هنوريه - وعندما اردت ان اسألها لماذا الحزب الوطني فقالت لي بمنتهى البساطه -كنتم هتدونا كام ؟- فتبسمت لها قائلة لا احنا مابنديش فتركتني وانصرفت !

وهناك الموظفون الذين اعلنها رؤساؤهم صراحة لن تذهبوا للانتخاب الا اذا كانت اصواتكم لحزبكم الحاكم فجاؤوا وبالحديث معهم كانت اجابتهم كالتالي -هما قايليلنا الهلال والجمل -

وهناك منقبات الحزب الوطني كما احب ان اطلق عليهم والتي جاؤوا ليروجوا لحزبهم بتصرفات ابعد مايكون ماترتديه لائق ببما تفعله ..وعندما جاءتني احداهن تسالني وانتي هترشحي مين اجبتها بالذي اراه الافضل فاصرت مني على معرفة من هو فقلت لها مرشح الاخوان المسلمين فتبسمت عيناها لي ابتسامه اقرب ماتكون الى السخريه -وتقول لي طيب خدي ورقة دعايا للحزب الوطني اهه عشان تعرفي تدخلي اللجنه- !

اما بالنسبة لتصرفات العامة من الناس فقد دفعتني الى مزيد من الاحباط فقد كانت السلبيه عدم الاهتمام كأن مايحدث هو في بلد اخرى غير تلك التي نحيا بها جميعا ...وأنا لم اكن اناشد احدا ان يدخل لاختيار فلان الفلاني ولكن للادلاء بارائكم ان كنتم تريدون الحزب الوطني فلكم هذا وان كنتم لاترون احدا مناسبا على الاطلاق فعلى الاقل ابطلوا اصوتكم ولكن يبدوا ان تكون صاحب رأي هو شيء معقد للغايه !

فهناك تلك المرأه التي رفضت حتى الانصات لي حتى انني قلت لها -طيب ياستي اسميعيني مايمكن اطلع حزب وطني -ففرت من امامي وهي تقول لي انا ماليش دعوه ماليش دعوه

واخريات سيطر عليهم رد فعل واحد تقريبا -لا مش هينفع عشان ولادنا هنوصلهم هانجيبهم عندهم دروس - ألا يعلمون بان هذا من اجل اولادهم فان كنا في هذه الحقبه من الزمن قادرين على التعايش مع هذا الوضع فسيؤول الامر الى الاسوأ اذا لم نقف معا صفا واحدا !

وهنا بالطبع من رفض اصلا الانصات الى اي كلمة !

وفي ضوء كل هذا البلطجيه الذين يملؤون المكان باشكالهم التي تتحدث عنها انفسهم ...والاخبار والانتهاكات التي تتوالى على رؤوسنا كالصاعقه من الدوائر بالمحافظات الاخرى

وهناك وهناك وهناك تجاوزات من كل الانواع بكل الصور وبكل الاشكال !

ولابد ان لا ننسى المرشحين المستقلين الاخرين الذين تذكروا بان عليهم الدعايا لانفسهم فهذه احداهن التي جاءت تتحدث عن نفسها وتشرح برنامجها الانتخابي الذي لم اجد مفرا منه الا الضحك ..واخر جاء ليعرضها صراحة -انتم تختاروني عشان اخلي المؤيدين بتوعي ينتخبوا مرشحكم –وعندما لم نراعي انتباها لكلامه نادى على احد بلطجيته ليشكو له كيف اننا لانهتم !

واخرون واخرون وانا على يقين بان ما اتحدث عنه حدث بكل الدوائر و بكل المحافظات ...

على الرغم من ان اكتوبر كانت تقريبا من اهدأ الدوائر فلم يحدث عنف يُذكر الا ان ذلك اليوم ايقظ بداخلي الكثير وطرح آلاف من التساؤلات اين نعيش وكيف نحيا مالفارق بين مصر الان ومصر ايام الاحتلال او ايام المماليك !.

..كيف سينظر لنا احفادنا بعد ذلك عن تفريطنا في حقوقهم !

..ان الحزن العميق الذي يوجد بداخلي ليس بسبب خسارة مرشحي الاخوان المسلمين فجميعنا كان يعرف بالنتيجه قبل ان تذاع!...

ولكن جبروت الطغاة وحقارتهم للاستئثار باستخدام كل الاساليب دون مراعاه لأي شيء دون الايمان بشيء واحد ..وسلبية الشعب الذي سُلب كل حقوقه ومازال عاجزا عن التحرك مازال غير قادر على اتخاذ قرار الذي مازال يؤمن بنظرية وانا مالي !

وعلى الرغم من انني كنت اعرف بأن تلك الظاهره متفشيه بمجتمعنا الا رؤيتها لي آلمتني بشده اوجعني رؤية نعش وطني يُزف على أيدي الظالمين ونحن اصحاب الوطن لم نقدر حتى على البكاء !

وفي نهاية اليوم كنت افكر كيف سيسرد التاريخ تلك الحقبه من مصر وكيف انه سيصف احداثها ؟؟ربما على انها كانت نقطة سوداء في تاريخ مصر وكيف ان الناس في هذا الوقت استسلموا ولم يعرفوا معنى المقاومة الا قلة من الشعب وبداخلي اقسمت على ان اكون من هؤلاء القلّه !

وان لم انعم انا يوما بالحرية والعدل والامان في بلادي فعلى الأقل ان اساهم ولو بحجر صغير آتي به الله يوم القيامه لاقول ...يارب حاولت !.


Design by WPThemesExpert | Blogger Template by BlogTemplate4U