الست الموظفه



هل جربت يوما ان تتوجه الى احد المصالح الحكوميه
بالتأكيد فمن منّا لم يفعل ذلك !؟
والمشهد المشترك لجميع المصالح في جميع المحافظات تلك الموظفه العابسة الوجه التي تضع نظارتها على انفها وتمسك القلم بيدها.. وذلك القلم هو العصا السحريه الذي سيجعل من اوراقك ان تنتهي فتظل تحركه امامك هكذا وانت تنظر اليه بعين المستذل ارجوك.. خلصني بقى !
وطبعا لاننسى ان نذكر النظرات التي ترمقك بها من آن لاخر ولا مانع من بعض الهمهمه عن انها قد نفذ صبرها من هؤلاء البشر الاغبياء الذين يتاوفدون اليها وياللمصيبه لو قمت بتوجيه سؤال اليها لمزيد من الايضاح ستجدها تصرخ بوجهك قائله انت مش شايف الصف وراك قد ايه !
هذا بالضافه الى صراخ الناس من حولك خلّص يا استاذ انت جاي تبات هنا ولا ايه !!ومزيد من التعليقات السخيفه التي تجعلك تستشيط غضبا .
في بعض الاوقات كنت انظر الى تلك الموظفات واسال نفسي كيف يكنّ في بيوتهم وكيف يعاملون اولادهم، ازواجهم حتى اصدقائهم ولكن في النهاية لم اكن اهتم كثيرا بالاجابه فانا سانجز اوراقي واترك ذلك المكان البغيض نهائيا!
ودارت الدائره وجاء تكليفي في احد المستشفيات الحكوميه المجانيه واشدد على كلمة مجانيه وبالتالي فالمريض لن يدفع اكتر من جنيه وشلن فهذا هو ثمن التذكره، وبها يقوم بصرف مايشاء من الادويه التي يحتاجها
ولك ان تتخيل ذلك ومع طبيعة شعبنا الذي- مابيصدق زي مابيقولوا- فيأتينا مئات من الاشخاص يوميا ليس من اجل شيء سوى من اجل العلاج المجاني بغض النظر عن احتياجهم الشخصي له !

بداية.. كنت متحفزه وفي غاية النشاط لمساعدة المرضى العزيزين الذين يتاوفدون علينا وكنت اتحمل منهم التعليقات السخيفه ، الغباء او دعونا نترجمها بلغتنا العاميه –الاستهبال- وايضا لن ننسى ان ياتيك احد المرضى ليتشاجر معك لانك اعطيت له بديل وبعلّو صوته يصرخ في وجهي قائلا الدكتور كاتب فلوموكس وانت مدينياني حاجه مكتوب عليها اموكسسلين + فلوكساسلين
انتم بتضحكوا علينا اتقوا الله وتحاول ان تشرح له يافندم العلاج بيجيلنا بالاسم الماده الفعاله وهو ده الفلومكس ولكن الى من تتحدث.. فينتهي بي المطاف بان اصرخ اتفضل اطلع بره!

ويوما بعد الآخر ومع مرور الوقت وجدتني بدأ الملل والروتين يتسرب اليّ وبدا الضجر في السيطره ولم أعد اتحمل اي من السخافات التي تحدث لنا !
ويوما من الايام شعرت انني اتحول الى تلك المخلوقه التي ذكرتها سابقا مع بعض التعديلات ..
فانا أضع عدسات لاصقه عوضا عن النظاره ولا امسك بقلم وفي بعض الاحيان ينتابني شعور بالشفقه اتجاه المرضى الذين اشعر حقا انهم مرضى !
ولكن الملاحظ انني كنت استمتع وانا افعل ذلك :D

لا تسالوني لماذا ولكنني حقا كنت اسمتع وبشده ..اسمتع عندما اصرخ لو سمحتم صف واحد ياما مش هصرف انهارده:D
او عندما اكرر مثلا ال جرعه لمريض 4 مرات ثم بعد ذلك ياتيني متسائلا انتي قلتي كام مره اصل كنت بكلم اللي جنبي فابتسم بكل برود طيب ابقى اسال اللي جنبك !

وتزيد سعادتي عندما ياتيني في الصباح الباكر احدهم ليصرف الدواء ويدق على الباب بشده افتحوا عايز اصرف ثم اخرج مبتسمه الصرف الساعه 9.30 واغلق الباب :D

لا ادري اهذا حقا نوع من انواع القسوه ام الروتين الممل ام حقا سخافات المرضى الذين ياتون بدون اي مبرر فقط من اجل اخذ علاج ببلاش !
وكم احاول مرات عديده بان اجدد نيتي ولكن حقا لا استطيع الصمود كثيرا وكل هذا وانا لم امضي في عملي عدة اشهر ! وافكر جديا في الاستقاله !

فمابالكم بموظفه مضت ربما اكثر من عمري في مستنقع الروتين الممل وماتفعله كل يوم يتكرر بنفس المنظر ونفس الاسلوب بدون اي تغيير اعتقد ان ماتفعله هو أقل شيء!

ومن هنا اقف لكل الموظفين الحكوميين لكم مني مزيد من الاحترام والتبجيل فانتم حقا تستحقون جائزة نوبل في الصبر
!

*****************


N.b
داليا كتبت حاجه اهه عشان ماتزعليش :D

Design by WPThemesExpert | Blogger Template by BlogTemplate4U