كثيرا ما كنت افكر كيف كانت جدتي التي كانت بعام 1850 م هل كانت تشبهني..؟
كيف كان بيتها..؟ اطفالها . زوجها ...الى اخره
ومن هنا طرأت في راسي الفكره وماذا عن حفيدتي ! كيف ستنظر الى جدتها الذي يفصل فيما بينهما قروناً عده؟!
... ولذلك قررت بان اترك لها تلك الكلمات !
الى حفيدتي التي لا أعرف كم يفصل بيني وبينها من سنوات وافراد ايضا ! .... ربما انتي الان بعام1500 او ربما اكثر او اقل !
جدتك تدعى شيماء ربما تتعجبين من الاسم قليلا ولكنه كان شائعا في عصرنا.... أكتب اليك وانا في عام 2010 حيث نستخدم اللاب توب المهترئ للتواصل عبر الانترنت ونستخدم الموبايل للحديث عبر الهاتف ومازلنا نركب تلك السيارات الباليه التي تسير على اربعة عجلات ونذهب الى المدارس والجامعات ونشاهد التلفاز ...الخ
انا متيقنه تمام اليقين انك تنظرين الى تلك الكلمات وربما تتساءلين ماذا تعني تلك الكلمات وربما تتسائلين كيف كان يحيا هؤلاء البشر وسط هذا التخلف مقارنة بالتكنولوجيا الحديثه الموجوده في عصركم !
ولكننا سعداء بما نحن عليه فنحن لسنا نعاني باننا نضع الملابس ب الغسالات الاوتوماتيكيه ولسنا نتذمر من طهونا للطعام على البوتاجاز او حتى الميكروويف فنحن نتمتع بقمة التكنولوجيا على الاقل من وجهة نظرنا !
جدتك تكتب اليك وهي في طريقها لاكمال ال 25 ومازالت تجهل متى ستفارق الحياة؟..وكيف ستكون حياتها بعد ذلك... وحتى تجهل ان كانت ستنجب اولادا ليكون لها احفاد ام لا... وتجهل ان كان سيأتي يوما ستصنع به فارقا في مجتمعها ام انها ستحيا وتموت لتكون مجرد انسان عبر بوابة الحياة لينتقل الى الممات وربما اضاف فقط عبئاً على الحياة
حياتي الان اشبه بلغز امامي تنقصه الكثير من المعطيات .. وامامك هي قصة تقرئينها وتستطعين ان تقفزي بصفحاتها لتعرفي كيف ستكون النهايه !
ولكن ربما هذه روعة الحياه ان تظل بالشيء المجهول دائما !؟
لا اريد ان اتحدث معكي عنّي وعن صفاتي لانني ان كنت سأًبلي حسناً بحياتي فبالتأكيد سيصلك بعضاً من أخباري وان لم اكن كذلك فلا اريدك ان تهتمي كيف كنت !
واريد ان ابلغك بنهاية رسالتي بانني احبك وانني اريدك ان تصنعي مافشلت جدتك في عمله !
وأرجوكي ان لا تنسيّ جدتك من الدعاء بالرحمة لها فأنا اعلم بانها بحاجة الى دعائك
والسلام ختام .